أسس الملك غوستاف الأول هلسنكي سنة 1550 باسم بلدة هلسنغفورس لتكون منافسة لمدينة ريفال (اليوم: تالين) الهانزية. مع قلة المشاريع القادمة ظلت هلسنكي بلدة ساحلية صغيرة لأمد طويل، ابتلاها الفقر الحروب الأمراض. قتل وباء الطاعون عام 1710 الجزء الأكبر من سكان هلسنكي. ساعد بناء قلعة سفيابورغ البحرية في القرن الثامن عشر على تحسين حالة هلسنكي، وبعد هزيمة السويد علي يد روسيا في الحرب الفنلندية سنة 1809 وضم فنلندا إلى روسيا بتأسيس دوقية فنلندا الكبرى ذاتية الحكم بدأت هلسنكي تتحول إلى مدينة كبرى.
نقل القيصر ألكسندر الأول العاصمة من توركو إلى هلسنكي للحد من التأثير السويدي في فنلندا. ونقلت أكاديمية توركو الملكية جامعة البلاد الوحيدة آنذاك إلى هلسنكي في 1827 وصارت في نهاية المطاف جامعة هلسنكي الحديثة. عزز هذا النقل من دور المدينة الجديد، وساعد في وضعها على سكة النمو المستمر. يتضح هذا التحول للغاية في مركز وسط المدينة، والذي أعيد بناؤه على الطراز الكلاسيكي الحديث لتشبه سانت بطرسبورغ. كما في أماكن أخرى، كان التقدم التكنولوجي مثل السكك الحديدية التصنيع عاملاً رئيسياً وراء نماء المدينة.
|||||||| القرن العشرين |||||||||| 🌹
هلسنكي
اندلعت الحرب الأهلية الفنلندية في عام 1918، وسقطت هلسنكي في قبضة الحرس الأحمر في أول أيامها 28 يناير. بسط الحـُمر سيطرتهم على جنوب فنلندا بالكامل بعد قتال طفيف. فر معظم أعضاء مجلس الشيوخ إلى مدينة فآسا، مع أن بعض أعضاءه ومسؤولين ظلوا مختبئين في العاصمة. بعد أن تحول مسار الحرب ضد القوات الحمراء، دخلت القوات الألمانية المتحالفة مع الحكومة البيضاء هلسنكي في أبريل 1918.
خلافا لتامبيري، عانت هلسنكي نسبياً أضراراً طفيفة في الحرب. بعد انتصار البيض زُج بالعديد من الحـُمر السابقيين في معسكرات الاعتقال، وضم أكبرها نحو 13.300 معتقل ويقع على قلعة سوومنلينا الجزيرة في هلسنكي. رغم أن الحرب الأهلية تركت جرحاً غائراً في المجتمع، بدأ مستوى المعيشة في البلاد والمدينة بالتحسن في العقد التالي. وضع مشاهير المعماريين مثل إلييل سآرينن مخططات يوطوبية لهلسنكي، إلا أنها لم تـُنجز بشكل تام أبداً.
أثناء القصف الجوي في حرب الشتاء (1939-1940) وحرب الاستمرار (1941-1944) هاجمت القاذفات السوفياتية هلسنكي. جرت أعنف هذه الغارات الجوية في ربيع عام 1944، عندما ألقت أكثر من 2000 طائرة سوفياتية نحو 16،000 قنبلة على المدينة وما جاورها. ولحسن الحظ نجحت جهود الدفاع الجوي في إنقاذ هلسنكي من الدمار الذي أطبق على العديد من المدن الأوروبية الأخرى.
رغم صخب النصف الأول من القرن العشرين، واصلت هلسنكي التطور باطراد. كان من أبرز الأحداث استضافتها لدورة الألعاب الأولمبية سنة 1952. ضاعف تحضر فنلندا المتسارع في السبعينات والمتأخر نسبياً في السياق الأوروبي من عدد السكان في منطقة هلسنكي، وأدى إلى تطور نظام قطار أنفاق هلسنكي. كانت منطقة هلسنكي الكبرى إحدى أسرع مراكز الحضرية نمواً في الاتحاد الأوروبي في التسعينات. غالباً ما تعزى هذه الطفرة المتأخرة في النمو لكثافة هلسنكي السكانية القليلة نسبياً ولتخطيطها الخاص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق